وبالرغم من كل هذه المصائب فلقد شاهدنا كيف واجه اليابانيون الحدث واستقبلوه بهدوء ورباطة جأش وتكاتف ومنهجية وعزم وتصميم مما استخلص عشرة دروس يمكن أن نتعلمها من اليابانيين في أزمتهم ..
الهدوء حيث عبر اليابانيون عن أحزانهم بهدوء وكرامة ولم يواجهوها بالصراخ أو العويل
الاحترام والالتزام فلقد انتظم الجميع في طوابير طويلة للحصول على احتياجاتهم من المؤونة والوقود ولم تصدر عن أحدهم كلمة نابية أو تصرف أهوج
الكفاءة الفنية فبالرغم من ضراوة الزلزال الذي أصاب اليابان إلا أن معظم المباني العملاقة لم تسقط واكتفت بالتأرجح يمنة ويسرة وجاءت معظم الخسائر في الأبنية الصغيرة القريبة من الشواطئ من الطوفان الذي اجتاحها
الإيثار حيث كان اليابانيون يكتفون بشراء احتياجاتهم المباشرة من الغذاء ومياه الشرب وكان كل منهم يحرص على أن يتمكن رفاقه وجيرانه من تأمين احتياجاتهم بحيث تكفي تلك المواد للجميع
النظام حيث التزم الجميع بالنظام في المحلات والأسواق والطرقات بدون تدافع أو ازدحام
التضحية فلقد استمرت مجموعة من العمال في المفاعل النووي في العمل على مدار الساعة في محاولة لإصلاح ما طرأ فيه من عطل بالرغم من المخاطر الواضحة التي يشكلها ذلك على حياتهم وصحتهم، ولقد رفض هؤلاء العمال أن تطلق عليهم صفة الأبطال وقالوا إنهم لا يؤدون أكثر من واجبهم المهني المفروض عليهم
التراحم فلقد بادرت المحلات والمطاعم إلى تخفيض أسعارها بل إن بعضها كان يقدم الوجبات مجاناً للمحتاجين وحرص القادرون في كل منطقة على تفقد جيرانهم وتأمين احتياجاتهم
التدريب فعندما ضرب الزلزال ضربته كان الكل مدرباً على كيفية التعامل مع الحدث الأمر الذي خفف من أعداد الضحايا التي كان يمكن أن تكون أكبر بكثير
كفاءة الإعلام حيث لم يلجأ إلى التهويل ولا إلى التهوين من حجم الكارثة بل كانت التقارير الإعلامية متسمة بالهدوء والموضوعية والصراحة
الأمانة حيث لم تشهد المناطق المنكوبة أية حالات للسلب والنهب بل إن مرتادي أحد الأسواق التجارية عندما انقطع التيار الكهربائي قاموا بإعادة ما كانوا قد التقطوه من مشتروات وأعادوها بهدوء إلى الرفوف قبل أن ينصرفوا من الموقع.
دروس كل منها يكتب بماء الذهب، وجميعها تمثل مبادئ سامية في ديننا وأخلاقنا، ولا بأس إن ذكرنا بها أصدقاؤنا اليابانيون ولذلك نقول لهم… شكرا لكم.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق